بينما تُسرّع المملكة العربية السعودية استثماراتها في البنية التحتية الرياضية تماشيًا مع رؤية 2030، توسع دور المقاولين ليتجاوز حدود التنفيذ التقليدي. في شركة نسما وشركاه، نُعيد صياغة الطريقة التي تُخطط وتُنفذ بها المشاريع الضخمة، من خلال إعطاء الأولوية للتنسيق المبكر، وتشكيل فرق متكاملة، وتطبيق الرقابة الاستباقية من التصميم حتى التسليم.

في قمة الملاعب العالمية، أُتيحت لي الفرصة لمشاركة منهجيتنا في التحول الرشيق على نطاق واسع في المشاريع العملاقة. وكانت الرسالة واضحة: لم تعد الرشاقة خيارًا، بل أصبحت ضرورة لتحقيق الدقة، والقدرة على التكيف، والأداء العالي على نطاق واسع.

نحن لا نستخدم التخطيط رباعي وخماسي الأبعاد فقط لأغراض التصور، بل لدمج التكلفة والجدول الزمني والمنهجية ضمن بيئة موحدة ومتزامنة، مما يتيح لنا اختبار وتحسين استراتيجيات البناء قبل بدء التنفيذ. ويؤدي ذلك إلى تسلسل أكثر كفاءة، واستخدام أفضل للموارد، وتقليل المخاطر بشكل استباقي.

وإدراكًا منا بأن المنصات القياسية لا تفي بمتطلبات تعقيدات تنفيذ المشاريع الضخمة، بادرنا إلى تطوير قدراتنا في النمذجة الثلاثية الأبعاد داخليًا. وقد مكننا ذلك من تخصيص النماذج بما يتناسب مع حجم ومتطلبات مشاريعنا، مما أدى إلى تحسين الدقة، وتعزيز التنسيق بين التخصصات المختلفة، وزيادة الثقة في البيانات التي تستند إليها عمليات التنفيذ في الموقع.

ومن خلال تقسيم المشاريع إلى مناطق فرعية رقمية التنسيق، وربط جميع الأطراف المعنية بسلاسة عبر منصات سحابية، نضمن الشفافية الكاملة والمساءلة في جميع مراحل التنفيذ. كما يتم توثيق التقدم الميداني والتحقق منه لحظيًا، ليُعكس مباشرة في الجداول الزمنية الديناميكية، ما يضمن التوافق التام بين التخطيط والتنفيذ في الموقع.

تُسهم تقنيات الكشف المتقدم عن التعارضات، والتصنيف التلقائي، ولوحات المعلومات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تمكين فرق العمل من التنبؤ بالمشكلات، وتعويض التأخيرات، وحماية الجدول الزمني والميزانية. وهذه القدرات ليست تجريبية، بل هي جزء أساسي من منظومة عملنا.

هذا النهج المتكامل القائم على البيانات ليس حلاً وقتيًا، بل هو ما يشكّل أسلوبنا الحالي في التنفيذ، ويحدد رؤيتنا المستقبلية للبناء. من خلال دمج الرشاقة والذكاء في كل مرحلة من المشروع، نواصل الارتقاء بمستوى الدقة والكفاءة والاتساق المطلوب لتحقيق الأولويات الوطنية.

وفي سبيل إنشاء البنية التحتية التي تدعم طموحات المملكة، لم يعد التركيز مقتصرًا على الإنجاز فقط، بل على التميز، والتكامل، والسرعة. ونحن في نسما وشركاه نفخر بأن نكون جزءًا من هذا التحول، وأن نُسهم في وضع المعايير الجديدة، مستندين إلى خبرة متجذرة، ورؤية مستقبلية، لنواصل تشكيل الفصل القادم من صناعة التشييد في المملكة العربية السعودية – فصلٌ عنوانه الرشاقة والدقة والأثر المستدام.